انطلقت اليوم الاثنين الثاني عشر من مارس وإلى غاية السابع عشر منه، الأيام المالية لفائدة الأطفال والشباب، حيث يستهدف ذلك 200 ألفا منهم، على غرار بلدان أخرى عبر العالم، تنخرط في على مدى أسبوع في عملية تحسيس تلك الفئة من المواطنين بعالم المال. وفي هذا الحوار، مع فاطمة الزهراء عزيز، رئيسة الجمعة المغربية للثقافة المغرب، نتعرف علي ما سخره المغرب خلال تلك الأيام، من أجل تحسيس التلاميذ بمختلف جوانب عالم المال بالمملكة.
مواطن: كيف جرى تحديد هدف مائتي ألف من التلاميذ الذين تستهدفهم الأيام المالية؟
فاطمة الزهراء عزيز: سعينا وزرارة التربية الوطنية في كل عام زيادة عدد المستفيدين من برامج الأيام، بدأنا ب30 ألف في 2012 وانتقلنا إلى 150 ألفا في العام الماضي، ونتوقع بلوغ 200 ألف في العام الحالي، أي بزيادة 30 في المائة. ويجب أن نشير إلي أننا سنتوجه في العام الحالي إلى المتدربين في التكوين المهني، حيث سنستهدف 20 ألف متدرب. وحددنا العدد المستهدف، حسب الإمكانيات التي نتوفر عليها. وقد استفاد منذ بداية الأيام في 2012 حوالي 570 ألف شخص.
ونستهدف بهذه الحملة التحسيسية خلال الأيام التي أطلقناها اليوم الاثنين التلاميذ، حيث سنوفر لهم محتويات جديدة، خاصة كتيبات وملحقات بالعربية والفرنسية. وستفتح أبوام وكالات بنك المغرب، ووكالات التأمين، ودار السكة، ومتحف النقود، وبورصة الدار البيضاء، وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي والهيئة المغربية لسوق الرساميل والأبناك، أمام التلاميذ الذين سيتعرفون على هذه المؤسست والمهام التي تقوم بها.
هل أنجزتم بعد سبع سنوات من التحسيس من أجل التربية المالية، استطلاعات للرأي بهدف التعرف على انتظارات الأطفال والشباب؟
في كل عام ننجز تقييما للبرامج التي نقترحها. نحن ندرس نتائج التقييم ونحللها، ونحاول تطوير البرامج في كل عام على ضوء ذلك. فأي مستفيد، طفل أو شاب، من برامج العام الماضي مثلا، نطلب منه في نهاية الحصة، إعطاءنا رأيه في ما اقترحنا عليه من معلومات ذات صلة بعالم المال، حيث نتعرف على مدى استيعابه لذلك ونسأله حول المواضيع التي يتطلع إلى معلومات مستفيضة حولها. وجميع تلك الآراء نستثمرها من أجل تطوير برامجنا.
بالنظر لتعقد عالم المال، كيف تعملون على تقريبه إلى الأطفال والشباب؟
نحن نتناول عالم المال خلال الأيام، بطريقة مبسطة، حتى يتأتى له استيعاب بعض المباديء والمفاهم في عموميتها. نحن لسنا بصدد تدريب أطفال وشباب كي يدخلوا عالم المال، هذه مهمة تتولاها مراكز التدريب والمؤسسات التعليمية المختصة. نحن هدفنا إعلامهم وتحسيسهم بخصوص مفاهيم التربية المالية. فعندما أدخر يجب أن تكون لي أهداف مالية قريبة ومتوسطة وطويلة المدى. كيف يتوجب علي التفريق بين رغبة وحاجة، كيف يمكني تحديد أهداف وبلوغها، سواء عبر الادخار أو الاستثمار. كل هذا نقدمه بطريقة يراعي سن التلاميذ في المستوى الإعدادي والثانوية التأهيلية، وكذلك المعلومات التي يتوفرون عليها حول الموضوع.
هل في سياق التحسيس، تستحضرون تحذيرهم من المخاطر المرتبطة ببعض المنتجات المالية؟
نتحدث عن التأمين، ونستعرض المخاطر التي تدفعنا إلى اللجوء إليه، نتحدث لهم عن الادخار الذي يجعلنا نستعد للحالات التي تستدعي بعض النفقات مثل المرض. ونحدثهم عن الاقتراض الذي يتوجب أن يكون ضمن حدود معينة، حتى يجرى تفادي مخاطر الإفراط في ذلك.
تستهدفون جميع الفئات في المغرب، هل تشعرون بأن الناس يتفاعلون إيجابا مع المبادرات التي تقومون بها؟
هناك تجاوب كبير من الفئات التي تحدثت عنها. ومادة التربية المالية، تتثير الكثير من الاهتمام. ونحن ننظم دورات على مدار السنة، حيث نراعي احتياجات كل فئة مستهدفة. ونحن نقوم بتقييم تلك الدورات ما يساعدنا على تطوير أدائنا من أجل اقتراح مواد أخرى تستجيب للانتظارات.
أطلقتم تطبيق « ميزانيتي ». ما الهدف من ذلك؟
« ميزانيتي » هو تطبيق يمكن تنزيله على الهواتف الذكية، وهو تطبيق سهل الاستعمال، يمكننا من حصر مداخلينا وتتبع النفقات التي نقوم بها وفرص الادخار الممكنة. هذا يمكن الشخص من التعرف على مواطن الخلل في تدبير ميزانيته، حيث سيتأتي له في حالة حدوث عجز في الميزانية، من التعرف على النفقات الزائدة ومعالجة ذلك. ويراد من وراء هذا التطبيق تبسيط المفاهيم والعادات المالية الأساسية، بما يساعد الأسر على تحقيق التوازن المالي عبر حسن توظيف مواردها عند الإنفاق.
20 décembre 2023 - 20:00