لم يدفن الأخوان اللذين توفيا في أحد مناجم الفحم بمنطقة جرادة يوم الجمعة.،حاولت السلطات دفنهما مساء أمس السبت، غير أنه حيل بينها وبين ذلك من قبل السكان.
وبعد عصر اليوم الأحد، نظمت مسيرة، من مستودع الأموات إلى عمالة جرادة، حيث قرر المعتصمون أمام المستودع قطع حوالي ثلاثة كيلومترات، من أجل التعبير عن الاحتجاج ودعوة السلطات لتنمية المنطقة.
يقول أحد الساكنة في تصريح ل » مواطن »، إن أخ الضحيتين وافق على دفنهما أمس، غير أن الساكنة رفضت إلى حين فتح تحقيق حول الظروف التي تفضي إلي وفاة عمال المناجم بجرادة.
يقول سعيد زروال، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن المئات من المواطنين توافدوا على مستودع الأموات اليوم الأحد. وهناك رفض لدفن الضحيتين إلي حين توضيح الظروف التي يتوفى فيها عمال المناجم.
يذهب أحد ساكنة المنطقة إلى أن هناك من يقول بأن « إكرام الشهيد دفنه »، بينما يعتبر آخرون أنه لابد من التوصل بوعود من أجل وضع حد لسقوط الضحايا عبر تنمية المنطقة.
ليست هذه المرة الأولى التي يتوفى فيها عمال المناجم. ففي كل مرة يسقط ضحايا. ويشير سعيد زروال إلى أن المياه غمرت الضحيتين بعدما كان يحاولان فتح كوة للتهوية على عمق سبعين مترا، بينما تمكن ثالث من الإفلات من الموت.
ويوضح إلى أن عملية انتشال الجثتين تمت، في البداية، من قبل العمال، بينما لم تكن عناصر الوقاية المدنية تتوفر على الوسائل الملائمة للتدخل، حيث استغرق إخراج جثنين أكثر من ثلاثين ساعة.
حالة من التوتر تسود المنطقة، كما قالت لنا مصادر من عين المكان، فالناس يرفضون دفن الضحيتين، إلى حين توضيح المسؤوليات وتقديم وعود حقيقية بالتنمية.
يشير مصدر من المنطقة إلي أن الساكنة في جرادة لا تجد غير مناجم الفحم من أجل توفير قوت يومها. ويحيل سعيد زروال على تقرير سبق أن أنجزته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث توصلت إلي أن حوالي 3000 شخص ينزلون إلي مناجم الفحم في اليوم.
ويؤكد مصدر آخر من المنطقة أن العمال لا يجنون الكثير من المال من استخراج الفحم. علما أنهم لا يتوفرون على تراخيص من أجل القيام بذلك النشاط.
غير ذات يوضح أن أشخاص يتوفرون على رخص للتنقيب و التسويق، فيقتصرون على التسويق، ولا يتعاطون لنشاط التنقيب تهربا مما يفرضها ذلك من تحملات اجتماعية وتأمينات. ويؤكد أن الأشخاص الذين يقومون بتسوق الفحم، يجنون الكثير من المال.
وتتحدث مصادر عن استخرج حوالي مائة طن من الفحم من مناجم جرادة في اليوم، أي حوالي 36 ألف طن في العام الواحد.
يشار إلي مدينة جرادة رأت النوار في ظل مناجم جرادة، غير أن السلطات العمومية، ارتأت قبل نهاية القرن الماضي، إغلاق تلك المناجم، بسبب كلفته المرتفعة، حيث فضل المغرب التوجه إلى الاستيراد.
ويذهب مصدر من المنطقة إلي أن استخراج الفحم وتسويقه نشاطان يتمان في واضحة النهار، حيث أنه لا يمكن اعتبار ما يقوم به العمال « سريا »، علما أنهم يعملون في ظروف لاإنسانية.
20 décembre 2023 - 20:00