عندما سئل وزير الشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، أمس الاثنين بمجلس النواب، حول ارتفاع الأسعار في المغرب، استنجد بقانون العرض والطلب، الذي يرى أنه المحدد الوحيد للأسعار، وإن اعترف بأن عمليات المراقبة تفضي إلي ضبط آلاف الأطنان من السلع التي لا تتوفر فيها المعايير الواجبة.
غير أنه عند سؤال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، حول أسعار الدجاج التي سئل حولها الوزير أمس، أجابنا بأن العرض والطلب، غير حاسمين في تحديدها في الفترة الأخيرة، خاصة أنها وصلت إلى عشرين درهم للكيلوغرام. وهو يورد خمسة أسباب منها الطارئة وتلك التي لها علاقة بطبيعة سوق الدواجن والعادات الاستهلاكية للأسر:
أمراض البرد: ينفق الدجاج كثيرا في الفترة من العام، بسبب البرد، ما ينعكس على العرض الذي يقترحه المنتجون على المستهلك في المغرب، بما يترتب عنه من ارتفاع للأسعار، التي وصلت إلي حوالي 20 درهما للكيلوغرام في الأسواق، وهو تقريبا ضعف الأسعار التي كان معمولا بها في الصيف.
الوسطاء: لا يتحدد ذلك سعر الدواجن بمراعاة قانون العرض والطلب فقط في المغرب، فالخراطي يشير إلي دور الوسطاء، الذي يتدخلون بين الضيعة التي تربى بها الدواجن والمستهلك، حيث يقدر الأرباح التي يجنونها في الكيلوغرام الواحد بين درهم ودرهم ونصف. ويلحق الوسطاء أضرارا كبيرا بمالية المنتجين والمستهلكين على حد سواء، في ظل عدم تنظيم السوق في المغرب، وهو وضع دأبت المنتجون على التنبيه إليه منذ سنوات.
الدجاج بدل السمك: يلاحظ الخراطي أن المغاربة يستعيضون عن الدجاج بالسمك، خاصة السردين، غير أنه يشير إلى أن الظروف المناخية الحالية، تؤثر على نشاط صيد الأسماك في المغرب، ما ينعكس على حجم العرض منها، هذا ما يدفع الأسر إلى الإقبال على الدجاج، ما يساهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير في السوق المغربي.
مدينة تمارة: يؤكد الدكتور البيطري بوعزة الخراطي، أن أسعار الدواجن تحدد في مدينة تمارة بالمغرب. فتلك المدينة توجد وسط محور الدار البيضاء والقنيطرة، الذي يتوفر على أكبر سوق للدواجن في المملكة.
ويحتضن ذلك المحور أكبر وحدات الإنتاج، وجرت العادة على أن يلتقي المنتجون في مدينة تمارة، حيث يتداولون في أمر نشاطهم، ويسعون إلى حصر الأسعار في مستويات تخدم مصالحهم، ما يعني أنهم يتفقون على مستويات معينة للأسعار، وهو سلوك يحرمه القانون.
سرعة الطهو:تتفادى العديد من الأسر شراء اللحوم الحمراء في المغرب بسبب أسعارها التي تتحدى قدرتها الشرائية، هذا ما يفسر في نظر الخراطي الإقبال على الدواجن التي يصل سعرها ربع سعر اللحوم الحمراء، غير أنه ينضاف إلي ذلك سبب آخر يتمثل في تغير العادات الاستهلاكية للأسر، حيث يلاحظ الخراطي، أن ربات البيوت اللواتي خرجن للعمل، يفضلن لحم الدواجن لأن عملية الطهو تتم بسرعة كبيرة مقارنة باللحوم الحمراء.
20 décembre 2023 - 20:00