لم تمطر في أكتوبر وبداية نونبر، ما يرفع درجة القلق لدى المزارعين المغاربة، الذي يبدون قلقهم على مآل الموسم الفلاحي الحالي، خاصة في ظل تراجع حقينة السدود إلى الثلث.
ويشير مصدر من المهنيين في قطاع الحبوب، إلى أن تأخر الأمطار في الموسم الحالي، ينال من معنويات المزارعين الذين لم تسعفهم الأمطار رغم انكبابهم على الحرث، غير أنهم ينتظرون قبل المرور إلى مرحلة الزرع.
ويتخوف مزارعون من ألا تكون التساقطات المطرية في العام الحالي في مستويات ما يأملونه، خاصة أنهم يعلمون أن المغرب يتميز، بين سنة وأخرى، بطقس جاف وحار يتلوه آخر بار و رطب.
ويشير مصدر إلى أن تأخر تساقط الأمطار، يجعل انطلاقة الموسم الفلاحي سيئة، ما قد يؤثر على حجم المحاصيل في نهاية الموسم.
ويضرب مثلا بالحبوب، التي يتوقع أن يكون المحصول منها « عاديا » في الموسم الحالي، على اعتبار أن التساقطات المطرية، التي يفترض أن تبدأ في أكتوبر تأخر، ما يدفع المزارعين إلى التريث، قبل الشروع في الحرث.
ويتميز محصول الحبوب بعدم الاستقرار في المغرب بسبب ارتهانه للتساقطات المطرية، فقد وصل في الموسم الماضي إلي 96 مليون قنطار، بعدما تراجع في الموسم الذي قبله إلي 33.5 مليون قنطار.
وتراهن الحكومة عبر مشروع قانون مالية العام المقبل على محصول حبوب متوسط في حدود 70 مليون قنطار، وهو محصول يبقى مرهونا بالأمطار.
ويعتبر المزارع محمد بنبراهيم، أنه باستثناء منطقة الشاوية، التي يمكن للمزارعين أن ينتظروا قليلا تساقط الأمطار، فإن المناطق الأخرى، في حاجة لأمطار الخريف، تكون عملية الزرع ذات معنى.
ويذهب مزارع آخر إلى أن تأخر التساقطات المطرية، لن يؤثر فقط على محصول الحبوب، بل سينعكس سلبا على إنتاج الحوامض والشمندر، خاصة في ظل تراجع منسوب المياه في السدود.
ويذهب المزارع خالد بنسليمان، إلى أن المغرب سيتجه نحو «سنة بيضاء»، في حال لم تهطل الأمطار في هذه الفترة، مشيرا إلى أنه في العام الماضي، كان المغرب عرف تساقطات مطرية في أكتوبر، قبل أن تصل إلي مستوى جد مرتفع في الثالث والعشرين من نونبر.
ولا ينشغل المزارعون فقط بالتساقطات المطرية، بل يهتمون أكثر بحقينة المياه في السدود، التي تراجعت، إلى حدود اليوم الخيمس التاسع من نونبر، إلى 35.8 في المائة، مقابل 44.1 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وبلغ مخزون المياه في السدود إلي 5.45 مليار متر مكعب، حسب البيانات التي توفرها الوزارة المكلفة بالماء، علما أن السدود التي يتوفر عليها المغرب يمكن أن تستوعب 15.22 مليار متر مكعب.
ويشير مصدر إلى أنه في بعض المناطق، ستضطر السلطات المختصة إلى اتخاذ إجراءات من أجل تقليص مياه السقي، رغبة في تأمين مياه الشرب لساكنة تلك المناطق.
وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري، بمناسبة انطلاق الموسم الفلاحي الحالي، على مواصلة تنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد في ماء السقي عبر برمجة تجهيز الضيعات الفلاحية بنظام الري الموضعي على مساحة إضافية تقدر ب 50 ألف هكتار، لنبلغ 420 ألف هكتار، أي 76 في المائة من المائة.
20 décembre 2023 - 20:00