اللحوم الحمراء والبيضاء التي تنتج بالمغرب لا تصدر إلي بلدان الاتحاد الأوروبي، لعدم توفرها على المواصفات الواجبة، قبل تقديمها لمستهلك ذلك الفضاء .
ويتطلع المهنيون المغاربة إلى تصدير اللحوم الحمراء والبيضاء إلي الاتحاد الأوروبية، بعد الوفرة التي تأتت للمغرب على مستوى الإنتاج، خاصة أن هناك مغتربين مغاربة في دول أوروبية، يمكن أن يقبلوا على المنتج القادم إليهم من المملكة.
غير أنه إلى حدود الآن مازال أبواب الأسواق الأوروبية، موصدة دون صادرات اللحوم المغربية، إلى أن توافق انتظارات الأوروبيين، الذين يخشون من حدوث ما يمكن أن يثير حفيظة الحركة الاستهلاكة ببلدانهم.
في الفترة الأخيرة حل خبراء الاتحاد الأوروبي بالمغرب من أجل التأكد من مدى احترام معايير المراقبة البيطرية، التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وركز أولئك الخبراء على التدابير الصحية التي يتخذها المكتب في مجال السلامة الصحية للحوم الدواجن والمنتجات التي تعدمها، وهو ما حاولوا الوقوف عليه عبر زيارة ضيعات ومسالخ ومؤسسات إعداد اللحوم والأعلاف وشركات الأدوبية وعيادات الأطباء البيطريين.
وسبق لخبراء الاتحاد الأوروبية أن زاروا المغربية من أجل التعرف على طرق إنتاج الدواجن، وينتظر أن يعودوا إلى المملكة في دجنبر المقبل بهدف تدقيق المسالخ وطرق تحويل اللحوم.
وإذا ما رأى أولئك الخبراء أن مسلسل إنتاج ومعالجة وتسويق لحوم الدواجن، يحترم المعايير الأوروبية، سيتخذ القرار على صعيد مؤسسات الاتحاد الأوروبي، من أجل السماح للمغرب بالتصدير.. وسيكون ذلك خبر سعيد للمصدرين.
لكن ماذا عن السوق المحلية؟ من يحرص على حماية المستهلك المحلي؟
الأرقام لا تحتاج إلى الكثير من التعليق. يقر المهنيون أنفسهم بأن 80 في المائة من الدجاج الذي يطرح في السوق المغربي غير مراقب.
هذا ناجم من كون المغرب لا يتوفر سوى على 25 من مجازر الدواجن المراقبة، بينما تنتشر 15000 من " الرياشات" في الأسواق في ظروف لا تدعو للاطمئنان على صحة المستهلك.
ما الفائدة من التوفر على مجازر مراقبة؟ عندما يؤتى بالدواجن إليها، يفترض في أصحابها، تقديم "الورقة الصحية" لتلك الدواجن، وهي ورقة تتضمن معطيات حول الأدوية التي أعطيت لها. هذا يتيح التأكد بأنها خلو من أية أمرض يمكن أن تنتقل للإنسان، قبل طرحها في السوق.
عندما نطلع على عدد "الرياشات" التي تنتشر في أسواقنا، ندرك الخطر التي تحيق بالمستهلك من جراء عدم التعرف على الوضع الصحي للدجاح والتلوت الناجم عن طريقة عمل تلك الرياشات.
هل تتداعى صور" الرياشات" إلى المسؤولين المغاربة، عندما يتصدون للإجابة على تساؤلات الخبراء الأوروبيين حول طرق إنتاج الدواجن ومساطر المراقبة والأدوية..؟
عندما تقرأ بلاغ المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية حول الهواجس التي دفعت أولئك الخبراء إلى الحلول بالمغرب وتساؤلاتهم، لا يمكن إلا أن تشعر، صديقي المستهلك بالمغرب، بالمعاني الحقيقية للمواطنة في بلدان تعتبر الزبون ملكا.
20 décembre 2023 - 20:00