شرع بنكا "الصفا" و"أمنية" في فتح حسابات لفائدة الزبناء بالمغرب، بعد حصولهما على إذن بنك المغرب. وفي انتظار فتح بنوك تشاركية أخرى، نتوجه لعبد السلام بلاجي، الخبير في المالية الإسلامية بالمغرب وحزب العدالة والتنمية، بالأسئلة التالية حول معنى فتح حساب بنكي من قبل بنك إسلامي.

مواطن: شرع بنكا "الصفا" و"أمنية" التشاركيان بالمغرب في استقبال الزبناء اليوم الأربعاء من أجل فتح حسابات لهم، ما الذي يعنيه هذا؟

عبد السلام بلاجي: ذلك الحساب يسميه القانون بالوديعة، وتنقسم الوديعة إلى قسمين: الوديعة العادية والوديعة الاستثمارية. الوديعة العادية، تعني أنك تودع أموالك لدى البنك وتسحبها وقتما شئت.

ماذا عن الوديعة الاستثمارية؟

وفي حالة الوديعة الاستثمارية، تعطي أنت كزبون الإذن للبنك، كي يستثمرها. وهي تنقسم إلى وديعة استثمارية مشروطة ووديعة استثمارية غير مشروطة.

ما الفرق بينهما؟

عندما يتعلق الأمر بالوديعة غير المشروطة، تعطي الحق للبنك باستثمارها حيثما شاء. أما المشروطة فتحدد للبنك أنت كزبون المجال الذي ترغب في الاستثمار فيه أو تحدد له المجال الذي لا ترغب في الاستثمار فيه. كأن تقول لهم بأن يستثمروا في العقار والتجارة الخارجية أو تخبرهم بأنك لا تريد الاستثمار في الفلاحة.

إذا حققت الوديعة الاستثمارية ربحا، تحصل على نصيب منه، أمام إذا تكبد البنك خسارة، فإنك تتحمل نصيبك من الخسارة.

هل الوديعة العادية تنجم عنها أداءات معينة؟

مسألة الأداءات غير مذكورة في القانون المغربي. تودعها لدى البنك وتسحبها وقتما شئت. ويمكن للبنك أن يستثمر هذه الوديعة. ونحن نرى أنه في الشرق، يمكن للبنك، إذا شاء، أن يعطيك نصيبك من الربح.

يبقى ذلك اختياريا بالنسبة للبنك، لأنك لم تعطه الإذن من أجل الاستثمار، لكن إذا خسر البنك لا يحملك نصيبك من الخسارة.

هل القانون المغربي يشير إلى هذا الأمر؟

لا، القانون المغربي سكت عن هذا الأمر.

هل توقيت الشروع في فتح الحسابات موات الآن؟

العملية ممكنة في أي وقت، والناس كانوا يسألون دائما عن البنوك التشاركية ومتى ستشرع في تقديم خدماتها. والأبناك كانت تنتظر إذن بنك المغرب. وأتوقع أن يكون الإقبال مهما على هذه الأبناك.

ماهي الفرص أمام هذه البنوك كي تستقطب الزبناء؟

كانت مؤسسة طومسون رويترز، أنجزت دراسة، خلصت إلى أن نصيب هذه المصارف سيكون في حدود 10 في المائة من الزبناء، أي حوالي تسعة ملايير دولار في ثلاثة أعوام.

وقد أنجزت البنوك المغربية دراسات، خلصت إلى احتمال استقطابها لما بين 10 و15 في المائة من الرواج البنكي بالمملكة، علما أن البنوك المغربية كانت تتوقع ما بين 5 و10 في المائة.

ما هي ضمانات شيوع نوع من المنافسة بين هذه المصارف من أجل جذب الزبناء؟

أنت ترى أن البنكين "الصفا" و"أمنية"، شرعا في التعريف بنفسيهما عبر الإشهار. ولاحظنا أن شكاوى وصلت إلى بنك المغرب. وأعتقد أنه ستكون هناك منافسة حقيقة في مصلحة الزبناء، إذا لم يحصل اتفاق كي تكون هناك منافسة شكلية فقط.

ألا تلاحظون أن الناس يسألون أكثر على مدى قدرة هذه المصارف على تمويل السكن والعقار؟

هذا طبيعي، فأنت سألت الناس من موظفين وعمال وطبقة متوسطة، تجدهم منشغلين أكثر باقتناء السكن والسيارة. توجه الناس إلى الأبناك التشاركية من أجل ذلك أمر عادي.

ماذا بعد فتح الحسابات؟

الآن أذن للبنوك بفتح حسابات من قبل بنك المغرب، وبعد ذلك سيصدر بنك المغرب عقود المرابحة، التي ستكون أولى العقود.