حدثنا أبو نمّام، الذي لم ينج من لسانه "السام" واحد من "السادة الكرام"، في ما رآه بعين الأوهام، قال إن الزعيم الهُمام الذي يريدها ثلاثة بالتمام، خطب في الأنام، من الحزب الذي في الأمام، فإليكم ما قاله بالجِنان، وليس باللسان.
قال عبد الإله بنكيران، رئيس حكومة زمان.. آن الأوان، يا إخوان، أن تكونوا رجالا وتفتحوا الآذان. ألم يقل المغاربة، باللسان الدارجيّ الفطريّ، أن الثّالْثة شْريعة النّْبي؟ وهذا ليس بعيدا عن الصواب، فالوِتر من السُّنّة وقبلها الكتاب، الذي فيه فصل الخطاب.. وأنا يا إخوان.. تأمّرت عليكم مرتين ولكم منّي الامتنان، لكن الثالثة يفرضها الميزان.
يا إخواني هيهات.. كان بودّي أن أخفّف عليكم الكُربات.. بالنكات.. لكننا على شفا الموات.. إذا لم نتدارك ما فات.. وإلا عليكم الرحمات..
قد يقولون، إنك "دكتاتور"! وهل تريدونني أن أغض الطرف عن "تحكّم" الدكتور، الذي أصبح آمرا في الحزب وهو مأمور، فكيف إن آلت إليه كل الأمور؟
لولا ما تعرفون، لكان سعدٌ مِن أحسن مَن تختارون، لكنه اختار التحالف مع مَن تكرهون.. فهل تسلمونه مفاتيح بيتكم الذي على حماهُ تذودون؟!
يا إخواني هذا سؤال إضافي..ألا يستقيم الطهو في الفيافي بغير ثالثة الأثافي؟! يا إخوان النضال، الشمس لا تُغطى بغربال، فاحذروا، والعياذ بالله، من سوء المآل...
كانوا يتهموننا بعدم الإيمان بالديمقراطية، فلما بدا لهم منا حُسن الطوية، صاروا يتحدثون عن الديمقراطية الداخلية، كما لو أننا لسنا مثالا في المنهجية.. إنها الآلة الجهنمية، بنوازعها التحكمية...
"الثالْثة ثابْتة"، بمشيئة الرحمان ما تمشيش فالْتة، لكنني أعوّل عليكم أن تكونوا في المستوى، ولا يطغى عليكم الهوى، ونحن بهذه القُوى. أما صاحبنا حتى ولو على الكرسيّ استوى، وبدا أنه غوى، فعليكم به قبل أن يطول به المُقام وتأخذه العزة بالإثم فيضوى..
سيروا على بركة الله يوفقكم، وشُدّوا مآزركم، بكل ما أوتيتم من قوتكم، ولاينتزعوا، منّي ومنكم، هذا الحق الذي من شأنه توحيد صفكم، وعدم انكسار شوكتكم، حتى لا ينطبق عليكم كلام خطيب العرب قُسّ بن ساعدة، كثير الحِكم والفائدة، عن الأقوام الخالية: "فتلك عظامهم بالية وبيوتهم خاوية، عمّرها الذئاب العاوية".. انتهى الكلام.. والسلام.
20 décembre 2023 - 20:00