لم تكف السيدة الثمانينية عن الدعاء لسائق الطاكسي، الذي أقلها من شارع الفداء إلى شارع الزرقطوني.
تقول إنها تنتظر منذ ساعة ونصف، أن يقلها أحدهم، لكنهم لا يتوقفون، رغم كون أغلبهم لا يحملون أي زبون.
تستغرب هذه السيدة سلوك بعض سائقي الطاكسيات، الذين يرفضون حمل النساء والرجال الطاعنين في السن.
تحكي أن سائق طاكسي، احتد في وجهها بعدما تمسكت بحقها في أن يقلها، حيث خاطبها قائلا " كنركبوكم وكندمو نتوما هاد الشراف".
تضيف أنها استغربت ذلك السلوك من سائق الطاكسي، غير أنها اختارت أن ترد عليه بلباقة، حيث قالت له " تذكر هذا الكلام عندما تكبر".
ما تحكيه هذه السيدة، يؤكده آخرون. فهذا الشاب كريم، ابن درب السلطان لا يكف عن تذكر قول سائق طاكسي عندما قال له " لا أحب حمل الشراف".
وعندما استفسره حول السبب، أجاب أنهم في غالب الأحيان، لا يعرفون جيدا المكان الذين يقصدونه، ويتسببون في ضياع مداخيل مهمة، خاصة في أوقات الذروة.
عندما بتحدث أحد أصحاب الطاكسيات بالدار البيضاء، ينخرط في عمليات حسابية، حول " الروصيطة" والخسارة التي يتكبدها إذا نقل كبار السن والمرضي.
في المنطقة التي يقع بها المستشفى الجامعي ابن رشد، لا يلتفت أصحاب طاكسيات للمرضي، ويتحاشون النظر إلي كبار السن منهم الذين يطلبون خدماتهم.
يحكي أحد أصحاب الطاكسيات، الذي يؤمن بأن دعاء كبار السن أهم من عائدات مغرب، كيف كان شاهدا على أصحاب طاكسيات يرفضون نقل مرضى مسنين.
يلاحظ أن ذلك السلوك يبدو جليا أمام مراكز علاج الكلي ومستشفيات العلاج من السرطان في الدار البيضاء، وهو لا يجد تفسيرا لذلك سوى عدم احترام المهنة.
يوضح أن القانون يمنع على صاحب طاكسي أن يرفض تقديم خدماته لمن يطلبونها، لا فرق بين الشباب وكبار السن، والمرضى الذين لا يوجدون في حالة تستدعي سيارات الإسعاف.
هو يعتبر أن الفوضى التي تطبع هذه المهنة، وغياب المراقبة،و التراخي في زجر المخالفين، يحرض العديدين على عدم احترام القواعد التي تحرم رفض نقل الناس في مدينة مثل الدار البيضاء.
23 avril 2024 - 14:00
23 avril 2024 - 10:00
22 avril 2024 - 14:00