موسى متروف
تثير القمم الثلاثة التي شارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال نهاية الأسبوع المنصرم بالعاصمة السعودية، وخصوصا منها القمة الأمريكية الإسلامية جملة من الإشكالات، حول دور الولايات المتحدة والمملكة العربية الإسلامية في المنطقة. فهل يتعلق الأمر بتحالف سني أمريكي ضد المد الشيعي الذي تقوده إيران؟ وأي دور للسعودية خلال عهدة الرئيس ترامب؟ وما علاقة كل ذلك بمكانة "القضية المركزية" وهي قضية فلسطين؟
يعتبر إدريس الكنبوري، الباحث في الجماعات الإسلامية والشؤون الدينية، أن للقمة الأمريكية الإسلامية وجهان؛ واحد مكشوف وآخر غير مكشوف.
الوجه غير المكشوف يتعلق، حسب الكنبوري الذي ناقش أخيرا دكتوراه في "حرية العقيدة في اليهودية والمسيحية: دراسة مقارنة في ضوء الفلسفة الدينية في الإسلام"، بتضرر المملكة العربية السعودية خلال فترة حكم الرئيس باراك أوباما، حيث تمت محاولة عزلها عن المحيط العربي الإسلامي ومحاولة إحلال مصر مكانها، وهو المسلسل الذي انطلق مع خطاب أوباما في جامعة القاهرة سنة 2009. وتكرّس ذلك بعد "إحياء" تحقيق الكونغرس الأمريكي حول أحداث 11 شتنبر 2001 الإرهابية والذي كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أخفى منه ما يشير بأصابع الاتهام إلى المملكة العربية السعودية، لتفادي إزعاج حكام الرياض، قبل أن يتم ذلك في عهد أوباما.
ويبدو، حسب الباحث الكنبوري، أن السعودية تحاول من خلال القمة الأخيرة أن تعود إلى دورها "التقليدي".
وبالنسبة إلى الوجه المكشوف، يشير الكنبوري إلى "اتفاق كوينسي" الذي تم بعد الحرب العالمية الثانية بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت سنة 1945 والذي كان أساسه "النفط مقابل الأمن".
وفي هذا السياق يعتبر الباحث أن السعودية تحاول إدخال العنصر الإيراني في هذا الاتفاق، لكن أمريكا في إطار إدارة مصالحها تحاول توظيف الملف السني الشيعي دون أن تورط نفسها مع السعودية كثيرا، لأن أولويات الأمريكيين والسعوديين تختلف، حسب الكنبوري.
في المقابل، يعتبر الباحث أن هناك "محاولة للإيحاء" بأن القضاء على الإرهاب ربما يمر عبر المبادرة العربية التي اقترحها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز (كان وليا للعهد حينها)، والتي من شأنها "إراحة أمريكا وإسرائيل"، لأنها تتحدث عن تطبيع كامل مع إسرائيل مقابل دولة فلسطينية على حدود 1967. وهو ما يقود إلى "الشق الديني" في زيارة الرئيس الأمريكي للرياض وزيارته الموالية لإسرائيل والفاتيكان، في نوع من التبشير بالتعايش بين الأديان السماوية.
وهنا، يؤكد الباحث، على الانتباه ذلك وربطه بالتوجه الإسرائيلي، خصوصا مع رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، نحو "يهودية الدولة"، ليتساءل إلى أي حد يمكن أن تسير السعودية في هذا الاتجاه؟
20 avril 2024 - 20:00
17 avril 2024 - 10:40