يوسف لخضر
دخلت نقابة حزب الاستقلال، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، حالة من الفوضى. ذلك ما تجلى من خلال المؤتمر الاستثنائي الذي عقد أمس الأحد بالرباط، من قبل أنصار حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، والذي انتهى بانتخابه كاتباً عاماً للنقابة.
المؤتمر الذي دعا إليه تيار كافي الشراط، عُقد بقاعة المؤتمرات زينيت بالرباط، لكن حلت قوات الأمن بعين المكان محاولةً منع انعقاده بعد صدور قرار عن المحكمة تأمر بإيقافه بناء على طعن تقدم به أعضاء آخرون في النقابة معارضون لشباط.
هؤلاء المعارضون يقودهم النعمة ميارة، المقرب من القيادي الاستقلالي حمدي ولد الرشيد، سبق له أن حصل على وصل إيداع من مصالح ولاية الرباط تفيد بـ”شرعية” مؤتمر استثنائي للنقابة، عقده يوم السابع من ماي الجاري، وانتخب فيه كاتباً عاماً للنقابة بعدما تمكن من جمع ثلثي توقيعات المجلس العام.
وقبل دخول قوات الأمن لقاعة زينيت بالرباط، ألقى حميد شباط كلمة أمام الحضور، كال فيها اتهامات خطيرة للدولة، ووصل إلى حد وصف قوات الأمن بـ”الأجهزة القمعية لوزارة الداخلية التي كان السبب الرئيسي في كل الانتفاضات والمسيرات في كل مناطق المغرب”.
وبينما كان يخاطب المؤتمرين ويرفع عالياً “الله أكبر”.. وصلت قوات الأمن إلى منصة المؤتمر، توجه شباط لأنصاره قائلاً: “نموت ونظل في هذه القاعة، نقسم بالله أننا سنموت شهداء من أجل نقابة الاتحاد العام للشغالين وحزب الاستقلال”.
وأضاف شباط: “سجلوا عليا وللتاريخ إلى مُت إلى قدر الله راه على يد الأجهزة الأمنية للمغرب وأتهمها مباشرة وأنا أعي ما أقول، ما يحدث اليوم في هو عودة إلى عهد أوفقير، هادشي كلو الأجهزة القمعية لوزارة الداخلية هي تتحكم في الأحزاب السياسية والنقابات”.
محمد العربي القباج، عضو المكتب التنفيذي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قال في تصريح لموقع “مواطن.كوم”، إن “محامي النقابة استسفر ضابط الشرطة الذي كان حاضراً مع قوات الأمن حول قرار منع انعقاد المؤتمر، وأجابه فقط بأن لديه أمراً من وكيل الملك”.
وأضاف القباج أن “المؤتمر انطلق رغم تواجد قوات الأمن، إلى أن هجمت على القاعة، آنذاك عرضنا القانون الأساسي ووثائق اللجنة التحضيرية ولائحة أعضاء المكتب التنفيذي وتمت المصادقة على ذلك،وقررنا توجيه برقية ولاء إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأوضح القباج أن “بعد ذلك توجهت قوات الأمن إلى المنصة وتم قطع التيار الكهربائي، وقررنا التوجه نحو مقر النقابة وسط الرباط، وكانت قوات الأمن حاضرة كذلك لكن غادرت في نهاية المطاف، بعد ذلك انتخب المكتب التنفيذي حميد شباط كاتباً عاماً للنقابة”.
القباج أشار في تصريحه لنا “أن المحكمة الإدارية رفضت الجمعة الماضية الدعوى التي رفعها تيار النعمة ميارة والرامية إلى عدم عقد المؤتمر، ما يعني أن المحكمة وافقت لنا على عقد المؤتمر الاستثنائي، لكن يوم السبت الماضي حل عون قضائي بمقر النقابة وأبلغنا حكماً بدعوى أن المحكمة بسلا رفضت عقد المؤتمر بسلا، ولذلك قررنا عقده بقاعة زينيت بالرباط”.
وشدد القباج قائلاً: “ليست هناك أي وثيقة تفيد بأن المؤتمر لا يجب أن ينعقد، ويوم 24 ماي المقبل ستصدر المحكمة الإدارية بالرباط حكمها بخصوص الدعوى التي رفعناها للطعن في قانونية المؤتمر الذي عقده النعمة ميارة، في السابع من ماي الجاري”.
يبدو جلياً أن المعركة المستعرة التي كان حزب الاستقلال مسرحاً في الأشهر الماضية داخل اللجنة التنفيذية، انتقلت إلى نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بين تيار حميد وشباط وأنصار حمدي ولد الرشيد، يأتي هذا في وقت لم تعلن فيه اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع عشر عن تاريخ انعقاده بعد.
الأمر له علاقة وطيدة بمؤتمر حزب الاستقلال، الذي يتنافس فيه شباط للظفر بولاية ثانية على رأس حزب علال الفاسي، ومن جهة أخرى يبرز اسم نزار بركة كمرشح فوق العادة، حيث عبرت تيار النعمة ميارة، على دعمه الصريح له لقيادة الحزب.
جدير بالذكر أن حميد شباط، سبق أن ترأس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب في المؤتمر التاسع سنة 2009، ليخلفه كافي الشراط سنة 2014، لكن اليوم لم تحسم عودة شباط إلى قيادة النقابة، فهذه الأخيرة تسير بقيادتين ووحده القضاء من سيحسم في الأمر.
20 avril 2024 - 20:00
17 avril 2024 - 10:40