يبدو أن مشاورات أعضاء مجلس الأمن حول الصحراء، المنعقدة يوم الثلاثاء 25 أبريل، لمناقشة مشروع القرار الذي أعدته البعثة الأمريكية بصفتها ترأس مجلس الأمن خلال شهر أبريل الجاري، لم تسر على هوى جبهة البوليساريو ومن ورائها الجزائر.
فقد أوردت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الأربعاء 26 أبريل، تصريحا لممثل البوليساريو بالأمم المتحدة، أحمد بخاري، ذكر فيه أن "المغرب وفرنسا يسعيان إلى الدفع إلى أقصى حد ممكن من أجل المطالبة بالانسحاب الفوري وبدون شروط من الگرگارات".
وأشار بخاري إلى أن فرنسا "وبعض الأصدقاء غير المعروفين" للمغرب كان لهم تأثير قوي في صياغة مشروع قرار مجلس الأمن حول نزاع الصحراء الذي ينتظر أن يتم التصويت عليه غدا الخميس.
تصريح ممثل البوليساريو يختزل موقع القوة الذي توجد فيه المملكة خلال المناقشات، حتى وإن تحدثت وكالة الأنباء الجزائرية عن "انقسام" في مجلس الأمن؛ بحيث قالت إن المشروع "لم يحظ بالتوافق"، تحديدا حول نقطة انسحاب جبهة البوليساريو من "الگرگارات" المتضمنة في المشروع، كأن التوافق من آليات إقرار قرارات مجلس الأمن!
وأكدت الوكالة الجزائرية أن روسيا اعتبرت المشروع "غير متوازن"، من حيث الطريقة التي يتعامل بها مع البوليساريو، فيما اعترضت الأورغواي على عدم إدراج أسباب أزمة "الگرگارات" في الوثيقة.
وإذا كانت نقطة انسحاب الجبهة الانفصالية من "الگرگارات" مهمة جدا بالنسبة لطرفي النزاع، وأيضا لدولتي الجوار وهما الجزائر وموريتانيا، فإنه من المنتظر أيضا أن يبعث القرار الجديد لمجلس الأمن الحياة في المفاوضات بين الطرفين، خصوصا أن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس قد أخبر مجلس الأمن قبل أسبوعين عن رغبته في اقتراح "حل دبلوماسي" وإطلاق"دينامية جديدة" لحل النزاع الذي عمّر طويلا بين ردهات المنتظم الدولي. وهو الاتجاه الذي لاشك سيسير فيه ويمهّده خليفة الأمريكي كريستوفر روس، مبعوث الأمم المتحدة في الصحراء سابقا، والذي من المفترض أن يكون هو الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، الذي من المفترض أيضا أن يبدي استقلالية أكبر عن توجه سلفه، بالنظر إلى شخصيته أولا، ثم إلى جنسيته الألمانية.
في الاتجاه ذاته، سار سفير فرنسا في الأمم المتحدة، فرانسوا دولاتر، الذي صرح للصحافيين، يوم الثلاثاء 25 أبريل بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، بأنه "حان الوقت لننظر إلى المستقبل، ولإعادة إطلاق المفاوضات، هذا ما نتمناه". واعتبر السفير الفرنسي، وهذا ما أثار حنق ممثل البوليساريو، أن انسحاب الجبهة من الگرگارات" والمنطقة العازلة "يجب أن يُعتبر أولوية"، منوها بـ"الدينامية الإيجابية" و"الزخم الجديد" الذي شهدته حاليا قضية الصحراء، بالنظر إلى "المبادرات الإيجابية" التي تم اتخاذها مؤخرا، داعيا أعضاء المجلس إلى "التوحد في مقاربة بناءة لنتمكن من المضي قدما في هذه القضية الهامة".
وكان مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، بعد مشاورات مع فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، ووزعته على أعضاء مجلس الأمن الاثنين الماضي، قد أكد على انسحاب البوليساريو من الگرگارات"، على غرار ما قامت به المملكة في شهر فبراير الماضي، والتمديد لبعثة "المينورسو" في الصحراء لسنة أخرى، فضلا على الدعوة إلى العودة إلى المفاوضات بين المغرب والبوليساريو من "أجل حل عادل ومستدام ومقبول من الطرفين".
26 mars 2024 - 11:00